وضعت زيارة جو بايدن الاخيرة لبغداد النقاط المفصلية على حروف الترتيبات الخاصة بانسحاب القوات القتالية الامريكية من العراق ، والذي سيتم نهاية العام الحالي ، حيث سستتوج بزيارة المالكي لواشنطن ، وذلك ليضع توقيعه على الديباجة النهائية للاملاءات الامريكية ، ضمن مراسيم صممت لتعطي انطباعا بان الامريكان قد تركوا العراق فعلا لاهله ، وانهم بذلك قد اوفوا بعهودهم امام مجلس الامن ، والعالم باجمعه اولا ، وامام الشعب الامريكي ثانيا ، وامام اهل المقاومة في العراق ثالثا .نعم ان مقاومة العراقيين الباسلة للاحتلال الامريكي وطيلة السنوات الثمان الماضية والتي كلفت المحتلين ما لم يتوقعوه ، مصحوبة بافتضاح امر المبررات الكاذبة للحرب وما تلاها من احتلال وترتيبات ، هي من عجلت باتخاذ قرار الانسحاب وبهذا الشكل غير المريح لهم ، لكنهم ومع ذلك يحاولون ان لا يجعلوا من الانسحاب هزيمة كاملة لمشروعهم في العراق والمنطقة ، وعليه قد انجزوا ومنذ عام 2008 مخرج الانسحاب المشروط ، والذي يريدوه ان يساهم ولحد بعيد في الحفاظ على تدعيات ما بعد الاحتلال ، ومن دون خسائر اضافية ، وهي نفس الاستراتيجية التي تنتهجها ادارة اوباما في افغانستان ، حيث قرار الانسحاب القتالي نهاية عام 2014 وبترتيبات تضمن نفوذا امريكيا ثابتا فيها ، يروض طالبان ويشركها مع كرزاي في الحكم ، وضمن هذا السيناريو المكرر يتحرك كرزاي وكأنه نفسه من يطالب الامريكان بالانسحاب وترك الافغان ليقرروا مصيرهم بانفسهم ، بالضبط كما يفعل المالكي واعضاء حكومته الان ، فهو في كلمته امام بايدن يقول بان الانسحاب الامريكي سيجيء كثمرة ناضجة لطريق المفاوضات ، اي انه يقدم نفسه وكأنه صاحب الفضل في تحقيق هذا الانسحاب ، لكن سلوكه المتناقض يفضح مغالطته تلك فالذي يضع اكاليل الزهور على قبور الجنود الامريكان الذين قبضت ارواحهم مقاومة العراقيين ، والذي يركع امام الشروط الامريكية ، ما ظهر منها وما استتر ، والتي ستستبقي العراق رهينة عاجزة ، هذا الى جانب التوقيع على براءة ذمة للامريكان من اي مساهمة مستحقة وحقيقية لاعادة اعمار العراق مما لحق به من دمار ، ومن اي ملاحقة قانونية للجرائم التي ارتكبت اثناء الحرب والاحتلال ، ومن اي تعويضات مطلوبة عن الاضرار البشرية التي اصابت الملايين ، ومن اي تعهد رسمي بمساعدة العراق على الخروج من تحت وصاية البند السابع ، لابد ان يكون متخادما مع من كانوا سببا فيما هو عليه .
ان انسحابا مكفولا بهذه الشروط هو ادانة جديدة لحكومة المحاصصات الخائبة ، وهو نصر غير مكتمل لاهل المقاومة في العراق .لقد تكيفت معظم قوى العملية السياسية الحاكمة ، والتي هندسها الامريكان انفسهم لتكون ظل لهم في العراق مع تلك الشروط غير المعلنة ، حيث مررت صفقة الاتفاقية الخاصة بالعلاقات المؤطرة مع امريكا ، وشرعنة تحالفا استراتيجيا معها وفي كافة المجالات ، وفعلا تم اعتماد سبعة فرق مشتركة من الجانبين لتطبيق مفردات الاتفاقية على الميادين الحيوية امريكيا ، كالمراجعات الدورية امنيا وسياسيا ، والتسليح والتدريب ، والطاقة ، والتعليم ، والصحة ، والقضاء ، والاعلام !تقول صحيفة الواشنطن بوست بان الجيش الامريكي في العراق سيستبدل بجيش اخر من الدبلوماسيين والمستشارين والمخابرين ، ومقاولين النفط والسلاح اضافة الى نمط جديد من المتعاقدين الامنيين ، كيف لا وواشنطن تريد افتتاح قنصلية بكل محافظة عراقية ، وتريد من قواعدها الجوية وراداراتها المتحركة والثابتة في دول الجوار فرض سيطرتها الفعلية على السماء العراقية ، بحجة حمايتها ، كيف لا اذا كان عدد العاملين في السفارة الامريكية في بغداد فقط يتجاوز العشرة الاف موظف ، وفيها سفير مفوض عنده الخبر اليقين عما يجري في غرف نوم كل من يدخل المنطقة الخضراء ، وله في كل اقليم مندوب ، وله في اقليم كردستان الفدرالي ما ليس للمالكي نفسه ؟لبايدن شروطه التي يركع لها من في المنطقة الخضراء ، واللمالكي ادواره التي يلعبها وتخريجاته التي لا تقنع حتى من معه في دولة القانون ، التي لم نرى لها قانون ، واللعراقيين ومقاومتهم التي لا ينقطع مددها الاصيل ، حتى يتقطع الحبل الامريكي الملفوف على رقبة العراق ، وحتى تقطع اليد التي تنفذ ما خططه الامريكان للعراق ، وان بعد انسحابهم منه .
ان انسحابا مكفولا بهذه الشروط هو ادانة جديدة لحكومة المحاصصات الخائبة ، وهو نصر غير مكتمل لاهل المقاومة في العراق .لقد تكيفت معظم قوى العملية السياسية الحاكمة ، والتي هندسها الامريكان انفسهم لتكون ظل لهم في العراق مع تلك الشروط غير المعلنة ، حيث مررت صفقة الاتفاقية الخاصة بالعلاقات المؤطرة مع امريكا ، وشرعنة تحالفا استراتيجيا معها وفي كافة المجالات ، وفعلا تم اعتماد سبعة فرق مشتركة من الجانبين لتطبيق مفردات الاتفاقية على الميادين الحيوية امريكيا ، كالمراجعات الدورية امنيا وسياسيا ، والتسليح والتدريب ، والطاقة ، والتعليم ، والصحة ، والقضاء ، والاعلام !تقول صحيفة الواشنطن بوست بان الجيش الامريكي في العراق سيستبدل بجيش اخر من الدبلوماسيين والمستشارين والمخابرين ، ومقاولين النفط والسلاح اضافة الى نمط جديد من المتعاقدين الامنيين ، كيف لا وواشنطن تريد افتتاح قنصلية بكل محافظة عراقية ، وتريد من قواعدها الجوية وراداراتها المتحركة والثابتة في دول الجوار فرض سيطرتها الفعلية على السماء العراقية ، بحجة حمايتها ، كيف لا اذا كان عدد العاملين في السفارة الامريكية في بغداد فقط يتجاوز العشرة الاف موظف ، وفيها سفير مفوض عنده الخبر اليقين عما يجري في غرف نوم كل من يدخل المنطقة الخضراء ، وله في كل اقليم مندوب ، وله في اقليم كردستان الفدرالي ما ليس للمالكي نفسه ؟لبايدن شروطه التي يركع لها من في المنطقة الخضراء ، واللمالكي ادواره التي يلعبها وتخريجاته التي لا تقنع حتى من معه في دولة القانون ، التي لم نرى لها قانون ، واللعراقيين ومقاومتهم التي لا ينقطع مددها الاصيل ، حتى يتقطع الحبل الامريكي الملفوف على رقبة العراق ، وحتى تقطع اليد التي تنفذ ما خططه الامريكان للعراق ، وان بعد انسحابهم منه .