تدبر القرءان الكريم

تدبر القرءان الكريم
انه من المطلوب دوما تدبرا القرءان تدبرا يتماشى مع قوله تعالى ( افلا يتدبرون القرءان ) وقوله تعالى ( كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر اواوا الالباب )
حينما نتدبر بدء الوحى نرى ان سيدنا جبريل قال للرسول عليه الصلاة والسلام ( اقرأ ) فرد الرسول ( ما أنا بقارىء ) اي لا اعرف القراءة-- ماذا نستنتج من هذا؟ نستنتج ان سيدنا جبريل كانت معه صحيفة فطلب من الرسول ان يقرأها فرد الرسول لا اعلم القراءة-- فكرر سيدنا جبريل ( اقرأ ) ثلاث مرات وكانت نفس الاجابة وقد ذكر ابن هشام في السيرة النبوية جزء رقم 1 ان جبريل نزل بنمط من ديباج ( سلة من حرير ) فيه كتاب فقال للرسول ( لقرأ) ----
وحينما نتدبر بقية اول سورة العلق نجد ان الله سبحانه وتعالى قال ( اقرلأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق - اقرأ وربك الاكرم - الذي علم بالقلم - علم الانسان ما لم يعلم ) اذن هنا كلمات الله تتجدث عن التعليم بالقلم -- اي القراءة والكتابة --اذن نحاول ان نفهم ----- هل كانت كلمة ( اقرأ ) هى طلب من جبريل الى الرسول والذي حتما كان يعرف انه لا يعلم القراءة --- ام هى كانت امرا كونيا للرسول بان يقرأ-- مثل ما امر الله به امرا كونيا ( يأرض ابلعي ماءك ويسماء اقلعي ) ومثل الامر الكوني ( يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ) ومثل كل اوامر الله الكونية ( كن فيكون )...... وكون ( اقرا باسم ربك ) تعني ان يقرأ القرءان فقط ولا يقرأ غيره
وهو ما ارجحه شخصيا ويعزز ذلك ماورد في سورة البينة ( رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ) اي ان الرسول يتلوا القرءان من صحف ولم يرد انه قرأ اي كتابات اخرى
اذن من سورة البينة نرى ان القرءان نزل في صحف مطهرة -- كذلك في سورة عبس ان القرءان ( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة ) ونستنتج ان هذه الصحف كانت مرفوعة لا يراها الاالرسول عليه الصلاة والسلام ويقرأها مع جبريل عليه السلام ثم يمليها الرسول بتلاواتها ورسمها الى كتبة الوحى والدليل على ذلك من القرءان الكريم هو قول الكافرين ( اساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة واصيلا ) وقوله سبحانه ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرءانه ) وقوله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به )تبين ان الرسول كان يعجل في قراءة الصحف المكرمة قبل ان يقرأها له جبريل بالتلاوة المخصوصة -- هذا ما فهمته والله اعلم
كذلك فان مايؤكد ان رسم القرءان او ما يطلق به الرسم العثماني هو توقيفي من عند الله سبحانه وتعالى لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بمجرد نزول سورة او جزء من القرءان يطلب من كتبة الوحى كتابته فورا نظرا لان كتابة القرءا كتابة فريدة وتختلف عن الكتابة المعتادة وذلك في ستة اوجه ذكرها علماء الرسم وهى ( حذف بعض الحروف -- اضافة بعض الحروف --- ابدال بعض الحروف بحروف اخرى - تغيير الهمزات --- وصل بعض الكلمات في اماكن وفصلها في اماكن اخرى -- ما قرىء بقراءتين وكتب باحداهما )
كذلك فان جمع القرءان قد تم مما كتب بين يدي الرسول وشهد شاهدان بذلك اي انه لم يكتبه سيدنا عثمان بل جمعه--- واحب ان اذكر ان تلاوة القرءان بطريقة مخصوصة من مدود واظهار و ادغام وغنة وغير ذلك من احكام التلاوة تعطى المعنى ابعادا رائعة -- كما ان دراسة تغير حروف الكلمة القرءانية او كتابة القرءان الفريدة فان حروف الكلمة ترسم صورة رائعة وصادقة للمعنى --- وفي رايي المتواضع ان لكل من احكام التلاوة والكتابة الفريدة اعجازا في مجاله-- وعجائب القرءان لا تنقضي ابدا
اذن لا بد لنا من قراءة القرءان بتلاةاته المعتمدة --- و كتابة القرءان بكتابته الفريدة فلكل اعجازه
محمد شملول