بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد
ظن الناس من حديث تأبير النخل و كيف أن الرسول صلى الله عليه و سلم أخطأ في توجيه أصحابه في تأبير النخل ( حاشاه عليه الصلاة و السلام ) أنهم وجدوا على رسولنا صلى الله عليه و سلم ممسك و دليل أنه لا دراية له في أمور الدنيا بل فقط في أمور الدين و حاشاه صلى الله عليه وسلم و لكن لأن الذين يبتغون الدنيا قصوا لنا هذه القصاصة ليوهموا بها الناس أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا دخل له بالدنيا بل هو للدين فقط و للأسف الشديد الناس يرددون كلمة حينما يقولون ( ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ) أعوذ بالله من هذه الكلمة , إن هذا الحديث الذي سأقدمه بإذن الله قد تداول بين الناس بشكل خاطئ و جعلوا شعار النخل رمزاً في الخوض في رسولنا صلى الله عليه و سلم فأين يذهبون و قد قال الله تعالى ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) أي أن الله كفاه المستهزئين عليه الصلاة و السلام , و قال تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ).
نأتي الآن إلى موضوع تأبير النخل - الحديث ( مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة فرأى أقواما في رؤوس النخل يلقحون النخل فقال : ما يصنع هؤلاء قال : يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به فقال : ما أظن ذلك يغني شيئا فبلغهم فتركوه ونزلوا عنها فلم تحمل تلك السنة شيئا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما هو ظن ظننته إن كان يغني شيئا فاصنعوا فإنما أنا بشر مثلكم والظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله ) الراوي طلحة بن عبيد الله التيمي و إسناده صحيح في مسند أحمد و روى البخاري أيضاً (
سألت ابن عمر رضي الله عنهما ، عن السلم في النخل ، فقال : نهي عن بيع النخل حتى يصلح ، وعن بيع الورق نساء بناجز . وسألت ابن عباس عن السلم في النخل ، فقال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يؤكل منه ، أو يأكل منه ، وحتى يوزن .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2247
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
, أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر و معه رجل من المهاجرين فسأل عن النخل ثم ظن به ,و هذا صحيح
و لكن نريد أن نعرف عن أمور النخل في الدين أولاً يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في النخل أنه لا يباع حتى يؤكل و حتى يوزن الحديث - سألت ابن عباس عن بيع النخل فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يأكل منه أو يؤكل منه وحتى يوزن قال : فقلت : ما يوزن فقال رجل عنده : حتى يحزر
-الراوي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و عن جميع الصحابة في مسند أحمد و إسناده صحيح
في هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن النخل لا يباع حتى يؤكل منه و حتى يوزن والوزن كما وضحه ابن عباس رضي الله عنهما رجل عنده حتى يحزر و هذا بيت القصيد ( الحزر ) ما هو ؟
الحزر في اللغة هو التقدير و الخرص أي الظن و لو رجعنا للحديث الأول نجد أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر و معه رجل ( صحابي رضي الله عنه) أي رجل عنده و قال ( ما أظن ذلك يغني شيئاً ) و هذا حزر أي خرص
أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم يفسر لنا الحديث الذي فيه نهي عن بيع النخل حتى تؤكل و حتى توزن أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم يطبق ما قال و يتبع ما أوحي إليه من ربه فأين الخطأ في ذلك
يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شي حتى يفعل له شي فلما فعل رسول الله ذلك قلتم أخطأ ( سبحانك هذا بهتان عظيم )
بل و يؤيد ذلك هذا الحديث (
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل ، ثم تؤدى زكاته **يبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا
الراوي: عتاب بن أسيد المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 2/266
خلاصة حكم المحدث: صحيح ,أي أن النخل في بيعه و إخراج زكاته يخرص أي تحزر كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل حتى في القرآن هناك ما يؤيد فعل الرسول صلى الله عليه و سلم , يقول الله سبحانه و تعالى عن قوم لوط ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ - وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) حكم الله سبحانه و تعالى على من مر فإنه يمر على قوم لوط و الحديث فيه أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر بهم و في سورة أخرى يقول الله عن قوم لوط عليه و على نبينا أفضل الصلاة و التسليم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ) و المتوسم هو المتفرس و الرسول صلى الله عليه و سلم تفرس في النخل و ظن و تخرص و حزر و خمن و كلها صحيحه
من هذا يتبين أن رسولنا صلى الله عليه و سلم إنما كان يطبق شرع ربه
هذا ما أحببت ذكره
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد و على آله و صحبه أجمعين
الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد
ظن الناس من حديث تأبير النخل و كيف أن الرسول صلى الله عليه و سلم أخطأ في توجيه أصحابه في تأبير النخل ( حاشاه عليه الصلاة و السلام ) أنهم وجدوا على رسولنا صلى الله عليه و سلم ممسك و دليل أنه لا دراية له في أمور الدنيا بل فقط في أمور الدين و حاشاه صلى الله عليه وسلم و لكن لأن الذين يبتغون الدنيا قصوا لنا هذه القصاصة ليوهموا بها الناس أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا دخل له بالدنيا بل هو للدين فقط و للأسف الشديد الناس يرددون كلمة حينما يقولون ( ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ) أعوذ بالله من هذه الكلمة , إن هذا الحديث الذي سأقدمه بإذن الله قد تداول بين الناس بشكل خاطئ و جعلوا شعار النخل رمزاً في الخوض في رسولنا صلى الله عليه و سلم فأين يذهبون و قد قال الله تعالى ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) أي أن الله كفاه المستهزئين عليه الصلاة و السلام , و قال تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ).
نأتي الآن إلى موضوع تأبير النخل - الحديث ( مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة فرأى أقواما في رؤوس النخل يلقحون النخل فقال : ما يصنع هؤلاء قال : يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به فقال : ما أظن ذلك يغني شيئا فبلغهم فتركوه ونزلوا عنها فلم تحمل تلك السنة شيئا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما هو ظن ظننته إن كان يغني شيئا فاصنعوا فإنما أنا بشر مثلكم والظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله ) الراوي طلحة بن عبيد الله التيمي و إسناده صحيح في مسند أحمد و روى البخاري أيضاً (
سألت ابن عمر رضي الله عنهما ، عن السلم في النخل ، فقال : نهي عن بيع النخل حتى يصلح ، وعن بيع الورق نساء بناجز . وسألت ابن عباس عن السلم في النخل ، فقال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يؤكل منه ، أو يأكل منه ، وحتى يوزن .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2247
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
, أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر و معه رجل من المهاجرين فسأل عن النخل ثم ظن به ,و هذا صحيح
و لكن نريد أن نعرف عن أمور النخل في الدين أولاً يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في النخل أنه لا يباع حتى يؤكل و حتى يوزن الحديث - سألت ابن عباس عن بيع النخل فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يأكل منه أو يؤكل منه وحتى يوزن قال : فقلت : ما يوزن فقال رجل عنده : حتى يحزر
-الراوي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و عن جميع الصحابة في مسند أحمد و إسناده صحيح
في هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن النخل لا يباع حتى يؤكل منه و حتى يوزن والوزن كما وضحه ابن عباس رضي الله عنهما رجل عنده حتى يحزر و هذا بيت القصيد ( الحزر ) ما هو ؟
الحزر في اللغة هو التقدير و الخرص أي الظن و لو رجعنا للحديث الأول نجد أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر و معه رجل ( صحابي رضي الله عنه) أي رجل عنده و قال ( ما أظن ذلك يغني شيئاً ) و هذا حزر أي خرص
أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم يفسر لنا الحديث الذي فيه نهي عن بيع النخل حتى تؤكل و حتى توزن أي أن الرسول صلى الله عليه و سلم يطبق ما قال و يتبع ما أوحي إليه من ربه فأين الخطأ في ذلك
يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شي حتى يفعل له شي فلما فعل رسول الله ذلك قلتم أخطأ ( سبحانك هذا بهتان عظيم )
بل و يؤيد ذلك هذا الحديث (
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل ، ثم تؤدى زكاته **يبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا
الراوي: عتاب بن أسيد المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 2/266
خلاصة حكم المحدث: صحيح ,أي أن النخل في بيعه و إخراج زكاته يخرص أي تحزر كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل حتى في القرآن هناك ما يؤيد فعل الرسول صلى الله عليه و سلم , يقول الله سبحانه و تعالى عن قوم لوط ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ - وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) حكم الله سبحانه و تعالى على من مر فإنه يمر على قوم لوط و الحديث فيه أن الرسول صلى الله عليه و سلم مر بهم و في سورة أخرى يقول الله عن قوم لوط عليه و على نبينا أفضل الصلاة و التسليم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ) و المتوسم هو المتفرس و الرسول صلى الله عليه و سلم تفرس في النخل و ظن و تخرص و حزر و خمن و كلها صحيحه
من هذا يتبين أن رسولنا صلى الله عليه و سلم إنما كان يطبق شرع ربه
هذا ما أحببت ذكره
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي على محمد و على آله و صحبه أجمعين